إذا كان رفع علم الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف وصور مولاي موحند و العلم الأمازيغي حججكم لإضافة لقب “الإنفصاليين” إلى “الفتانين، الخونة” و “الأوباش”، فما دلالة العلم ؟ ولما أسس مولاي الأمير البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي رضي الله عنه الجمهورية أنذاك ؟ ومن استدعى الفرنسي وتحالف مع الاسباني و الألماني ووو.. لحمايته من الريفيين بدعوى ‘التمرد’ ؟!
إنها لَقِمّة في الغباء أن تعتقد أن لراية الجمهورية الريفية أو الراية الأمازيغية علاقة بالخيانة والانفصال، فمثلك كمثل الذي يقول بأن الإسلام دين الإرهاب و المسلمين إرهابيين لمجرد امتهان مجموعة ممن يدعي ممارسة هذه الديانة للإرهاب، و ماهم إلا أقلية !
إن العلم هو رمز تجمع بشري (جماعة، أمة، إقليم، جهة..) و شعار يختزل بطريقة فنية المبادئ الأساسية لذلك التجمع ومن حق سكان أي جهة، كجهة الشمال/الريف الكبير مثلا، أن تكون لهم رايتهم في إطار نظام ديمقراطي مبني على جهوية سياسية حقيقية دون المس بالوحدة الترابية بل وإن ذلك سيبني مغربا قويا، مغرب المؤسسات والحق والقانون، مغرب يتمتع فيه كل فرد بحقوقه الطبيعية، كماهو الحال في الجارة الاسبانية.. كما يمكن أن يكون (العلم) في بعض الأحيان رمز لحقبة من الزمن، كما هو الحال عند سكان الريف، فحمل صور المجاهد بن عبد الكريم ورفع علم الجمهورية ماهو إلا تشبث بالتاريخ و استحضار لمرحلة من الزمن حقق فيها الريفيون المجد والنصر للمغرب ولا يمكن لأحد نكران ذلك، بل على الدولة أن تعمل بجد على حماية الذاكرة التاريخية للريفيين مع احترام الاختلاف الثقافي و اللغوي..
ولعل البعض ممن يدّعي أننا “انفصاليين” لا يدرك أو لا يستوعب أن تأسيس جمهورية الريف جاء في أفق التحرير الكلي للمغرب خاصة و شمال افريقيا عامة، فبعد تحريره لأغلب منطقة الريف ولكي ينظم المجتمع (خاصة وأنه في حالة حرب تحريرية) قرر الأمير الخطابي ومن معه إنشاء دولة حرة مستقلة غير خاضعة لأحكام الحماية على ما تحرر من الأرض، في انتظار تحرير ما تبقى من بلاد شمال افريقيا، فقد كان مبدأهم الأساس يقوم على ‘عدم وضع السلاح إلى أن يخرج آخر جندي مستعمر من أراضينا’..
وكذا فقد جاء (تأسيس الجمهورية) رفضاً لنظام الحماية أو الاعتراف بفرنسا و اسبانيا بالمغرب، فلطالما عمل الريفيون إلى جانب مولاي موحند على الانفصال عن المستعمر، في حين استقبله و دعاه وصفق وسمح له آخرون بنهب خيرات أرض المغرب لأزيد من 40 سنة بتوقيعهم على مايسمى بمعاهدة الحماية…
● فهل من خائن أكبر ممن يبيع أرضه ويسرق ثرواتها و يترك ناهبي المال العام يمرحون دون حساب ولا عقاب !؟
● وهل من انفصالية أعلى من ان تتحكم أقلية وتستفيد من خيرات كل البلد في حين يضطهد ابن(ة) الشعب و يُهَجّر أو يُطحَن ؟؟!
● وهل من فتنة أكثر من فرض حصار عسكري على شعب مهمش إلى اللاإنسانية، يخرج إلى الشارع ما يزيد عن 6 أشهر بسلمية و تحضُّر و رُقي، يطالب بأبسط و أسمى حقوقه ألا وهو الحق في الحياة و العيش الكريم ؟؟!!
أنا إنسانة، ريفية، محتجة ولست بفتانة !
أرفع الرايتين ولست بٱنفصالية، بل إني أكثر منك وطنية.
ياسمينة بوشتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق