ديهي او تيهيا او ديهيا بالامازيغية: (ديهي_يا / ⴷⵉⵀⵉ_ⵢⴰ) او كما يلقبها او يسميها العربب: ("الكاهنة")، هي الملكة ديهيا بنت ماتيه بن تيفان [5](585 م - 712 م)، تجمع المصادر الامازيغية و العربية و الغربية القديمة والحديثة بأن الملكة ديهيا امرأة أمازيغية جميلة وشجاعة وقوية البنية. وهي كذلك بنت ينفاق الزناتية من بني جروة من القبائل الامازيغية البترية الكبيرة التي ستنتقل من الحياة الوبرية الرعوية إلى الحياة المدرية القائمة على الاستقرار والتمدين وبناء الممالك .
وكانت ديهيا تقطن جبال باغية قرب مسكيانة بسفوح جبال الأوراس الشامخة بالجزائر، والصواب [ دهي dihi ⴷⵉⴼⵉ ] بمعنى المرأة الجميلة في القاموس اللغوي الأمازيغي، ولقبت بالكاهنة لكونها دوخت بدهاء خارق الغازين العربي حسان بن النعمان الوالي الجديد على أفريقيا الشمالية حوالي 72هـ الموافق لسنة 692م ، وواجهته بقسوة وشراسة قل نظيرها ، وتفوقت في هذه المقاومة العنيدة حتى على الملك الأمازيغي السابق أكسل أو كسيلا.
ومن ثم، فديهيا ملكة أمازيغية أوراسية واجهت العرب الفزاة مواجهة الأبطال المدافعين عن الهوية الأمازيغية والمتشبثين بالأرض والكينونة الامازيغية معتقدة في ذلك أن العرب مثل: الرومان والوندال والبيزنطيين لايهمهم سوى احتلال أراضي الغير واستغلال ثرواته واستنزاف ممتلكاته وإخضاعه إذلالا واستعبادا. لذا ، كانت لمقاومتها العنيفة آثار وخيمة على التواجد العربي في شمال أفريقية. وقد بايعها الأمازيغيون بالإجماع مباشرة بعد مقتل أكسل "كسيلة" الذي قتله القائد العربي حسان بن النعمان في معركة ممش قرب مدينة القيروان بتونس ثأرا لمقتل عقبة بن نافع على يد كسيلا قرب نهر الزاب بالجزائر .
وكانت الملكو ديهيا مكانة كبيرة بين أهلها يحترمونها تعظيما وتبجيلا إلى درجة التمجيد والتقديس ، وفي هذا يقول الثعالبي:" إنها امرأة نادرة رفعها سكان المنطقة إلى منازل الآلهة البشرية التي عبدها الناس". أما عبد الرحمن بن عبد الحكم في كتابه" فتوح إفريقية والأندلس"، والبلاذري في كتابه" فتوح البلدان" فقد نعتاها " بملكة البربر" (الامازيغ) . بينما يورد المالكي في كتابه" رياض النفوس" بأن جميع الأمازيغيين كانوا يخافون من ديهيا ويطيعونها بسبب جرأتها وشجاعتها المنقطعة النظير، والدليل على ذلك ما أثبته صاحب هذا الكتاب قائلا:" وقد سأل حسان جماعة من الخونة "البربر" (الامازيغ) عنها فذكروا له أن جميع من بإفريقية منها خائفون وجميع "البربر" (الامازيغ) لها مطيعون، فإن قتلتها دان لك المغرب كله ولم يبق لك مضاد ولا معاند".
ويعني هذا أن ديهيا في حكمها امرأة قوية و حكيمة كذالك صارمة ومطلقة ، تحكم البلاد بيد من حديد. ومن هنا، نفهم بأن ديهيا كانت قائدة محنكة تحسن التخطيط الحربي، وتستعد جيدا للمعارك التي تخوضها ضد العرب عددا وعدة، وتتصف بالذكاء والشجاعة والصلابة والقوة والمهابة والحنكة والدهاء والمراوغة مع حسن القيادة والإشراف . وكانت أيضا باعتراف المصادر العربية نفسها امرأة إنسانية تحترم أصول الحرب وقواعد القتال وتقدر مبادئ النزال العسكري تقديرا أخلاقيا محكما.
و قد كان لديهيا فيما يرويه الإخباريون العرب " بنون ثلاثة ورثوا رئاسة قومهم عن سلفهم، وربوا في حجرها،فاستبدت عليهم واعتزت على قومها بهم، ولما كان لها من الكهانة، فانتهت إليها رئاستهم ووقفوا عند إشارتها".
وقد توفيت ديهيا في معركة حامية الوطيس أثناء مجابهتها لجيش حسان بن النعمان في موقع بالجزائر حاليا سمي فيما بعد ببئر ديهيا او بئير الكاهنة حيث رمى العرب جسدها في تلك البئير بعد ان انهالو عليها بسيوفهم من كل جانب ثم قطع راءسها حوالي79هـ أو 80هـ.
{ يتبع }
مراجع:
^ إبن خلدون، كتاب العبر، ^ أ ب الروض المعطار في خبر الأقطار ص66^ مكان وفاتها^ الكتاب: ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر المؤلف ابن خلدون (المتوفى: 808هـ)المحقق: خليل شحادة الناشر: دار الفكر، بيروت الطبعة: الثانية، 1408 هـ - 1988 م - ج6 ص143^ عدد من المؤرخين وصفو الملكة ديهيا "بالكاهنة" لأنها حكيمة ونجد إبن خلدون نفسه يصفها حين يتحدث عن نسبها في كتاب العبر، الجزء السابع ص 11^ بن عذارى ج1 ـ ص 36^ الكتاب: ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر المؤلف ابن خلدون (المتوفى: 808هـ)المحقق: خليل شحادة الناشر: دار الفكر، بيروت الطبعة: الثانية، 1408 هـ - 1988 م - ج7 ص12^ بن عذارى ـ ج1 ـ ص 37.^ رياض النفوس، تحقيق حسين مؤنس ص:15-10^ بن عذارى ج1 ص 37.^ الكتاب: ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر المؤلف ابن خلدون (المتوفى: 808هـ)المحقق: خليل شحادة الناشر: دار الفكر، بيروت الطبعة: الثانية، 1408 هـ - 1988 م - ج7 ص13^ بن عذارى ج1 ـ ص 37.^ ابن عذاري: المصدر السابق، صص:35-36؛
الثعالبي. تاريخ شمال أفريقيا طبعة 1987، ص. 77
بوابة أفريقيا
بوابة الأمازيغ
بوابة الجزائر
بوابة الإسلام
بوابة مسيحية
بوابة أعلام
بوابة المرأة
بوابة التاريخ
بوابة المغرب "العربي"
بوابة نسوية
بوابة الأمازيغ
بوابة الجزائر
بوابة الإسلام
بوابة مسيحية
بوابة أعلام
بوابة المرأة
بوابة التاريخ
بوابة المغرب "العربي"
بوابة نسوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق