ما إن نشرت المجلة الناطقة بالفرنسية، "جون أفريك" تقريرا حول وجود جهات من خارج المغرب، تدعم حراك الريف الذي اندلع عقب مقتل "شهيد الحكرة" محسن فكري، حتى ثارت ثائرة عدد من نشطاء الريف الذين عبروا عن سخطهم إزاء ما نشرته الصحيفة.
وذكرت مصادر محلية أن حالة من الغليان والغضب تسود العديد من نشطاء الحراك الشعبي بالريف، بعد أن أشارت الصحيفة المذكورة إلى أن "مجموعات انفصالية صغيرة جدا واحدة تسمى "اكراو نرايف" وأخرى تسمى "حركة 18 شتنبر لاستقلال الريف"، هي من تدفعهم إلى الخروج للشوارع للتظاهر، وذلك استنادا إلى وثائق مخابراتية.
واعتبر نشطاء الريف أن ما أقدمت عليه الصحيفة غرضه الوحيد هو "زرع الفتنة وتقسيم صفوف المحتجين ونشر الشكوك في أنفسهم، وإشاعة التفرقة في ما بينهم من جهة ومع باقي فئات الشعب المغربي من جهة ثانية".
وجدد النشطاء تأكيدهم على أن ما أخرجهم للإحتجاج في مختلف مناطق الريف، هو "الحكرة وانتشار مظاهر الفساد في العديد من الإدارات إضافة إلى غياب فرص الشغل والتنمية الإجتماعية والبنيات التحتية، ومختلف المرافق التي يحتاجها أي مواطن في هذا الوطن".
وحذّر النشطاء، وفقا للمعلومات التي توصل بها "بديل"، من مغبة الإنسياق وراء هذه التقارير التي وصفوها بـ"المسمومة"، والتي تأتي في وقت بدأ الحراك الشعبي بالريف يحشد تعاطفا ودعما قويا من مختلف فئات الشعب المغربي عبر كل ربوع البلاد.
وشدد نشطاء الريف، على أنهم "يضعون نصب أعينهم المطالب الإجتماعية لساكنة المنطقة، غير آبهين بتلك التقارير، خاصة وأنه تم نشر العديد من الإشاعات في وقت سابق من قبيل أن شيعة إيران هي من تدعم هذا الحراك"، مؤكدين أيضا على "أن هناك العديد من المغالطات يتم تمريرها عبر منابر إعلامية في إطار نظرية المؤامرة من أجل الحيلولة دون امتداد هذه الإحتجاجات إلى مناطق مغربية أخرى، وكذا لكسر شوكة قادة الحراك بالريف".
وفي هذا الصدد كتب احد النشطاء على صفحته بالفيسبوك، "لنضع الاشياء في مكانها لتتضح الرؤية : حركة 18 سبتمبر التي تسمى أيضا حركة الجمهوريين هي ليست الوحيدة التي تساند الحراك من هولندا مثلا فهناك عدد كبير من الناس والنشطاء في هولندا الذين يساندون الحراك ولكن لا علاقة لهم بهذه الحركة . خلال وقفة احتجاجية في لاهاي حول مقتل الشهيد محسن انطلقت حملة تبرعات مادية لمعوز في الريف ولا أتذكر التفاصيل . هنا التقطت الصورة لذلك الكيس الذي كانت تجمع فيه التبرعات ليستعمل ضد ناصر الزفزافي على أنه يتلقى دعما من الخارج ومن المخابرات الجزائرية".
وعن المجموعة الثانية التي ورد اسمها في تقرير الصحيفة، يقول نفس الناشط "علينا أن نعلم أن أكراو ن الريف ببلجيكا يتضمن كثيرا من النشطاء والمناضلين والكثير منهم جمهوريون وبالتالي فأكراو ن الريف هو في مجمله جزء من حركة 18 سبتمبر ، إذا فلماذا لا يقولون 18 شتمبر أو حركة أكرو؟ إذا كان الحراك في الريف غير شرعي فلماذا لم تضع هذه المخابرات الحد لهذا الحراك".
وتابع نفس المتحدث، "على جون أفريك وكذا المخزن التفكير بجدية وتحقيق مطالب الحراك الجماهري المتمثلة في مطالب مشروعة وعادلة عوض توزيع التهم يمينا وشمالا ".
وحول نفس الموضوع كتب ناشط آخر، "وكأن المطالب الاجتماعية التي رفعت هي من محض الخيال، نظريات المؤامرة لم تعد تؤتي أكلها لأن الدولة اذا أرادت أن تحارب ما اسمته جهات خارجية يجب عليها ان تقوي جبهتها الداخلية وتحارب الفساد وتوزع الثروة بشكل عادل وتنمية حقيقية وإلا فالحل الأمني لن يجدي نفعا بل سيزيد الطين بلة ويجعل فكرة الانتماء هذا الوطن شبه مستحيلة .. نظريات المؤامرة لا تنجح الا في الدول الاستبدادية لهذا لا نسمع عن تدخلات خارجية في الدول الديموقراطية فرنسا مثلا السويد".
المصدر : بديل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق