جبالية او جبالة تسمية تطلق على الامازيغ في كل من تونس و ليبيا و المغرب ... نضرا لقدرت الامازيغ علي العيش و التاقلم في الجبال و المرتفعات، عكس العرب اللذين يفضلون المناطق الصحراوية او المنبسطة. هذا و قد هاجرت و ستقرت معضم التجمعات القبلية الامازيغية بالمناطق الجبلية و المرتفعات لتفادي الغزوات العربية اللتي كانت تستهدفهم بشكل متكرر و شرس لسبي نسائهم و اطفالهم و الصطو على ممتلكاتهم بعد قتل الرجال و ستعباد البعض، فكانت التضاريس الوعرة و المناخ البارد و سيلة ناجعة لدفاع عن النفس من الغزاة القادمين من المشرق الصحراوي، اما في المغرب فيطلق اسم جبالة على سكان الجزء الغربي من جبال الريف في شمال المغرب. وهي قبائل أمازيغية معربة جزئيا، من ناحية اللغة لا العادات و التقاليد و الملبس ....
كما حدثنا ابن خلدون كانت تسمى جبال غمارة أو بلاد غمارة قبل قدوم الدولة العلوية نسبة الى إحدى قبائل الأمازيغ وهي فرع من شعب مصمودة ويعتبر المغرب الموطن الأصلي لشعب مصمودة حيث سكن المنطقة الممتدة ما بين طنجة وأكادير لألاف السنين. وتضم بلاد غمارة أيضا قبائل صنهاجة السراير الوافدة من جنوب المغرب وهي فرع من شعب صنهاجة الذي سكن المنطقة الممتدة بين أكادير والكويرة منذ فجر التاريخ.
إنقسمت غمارة إلى عدد كبير من القبائل تحمل أسماء فرعية وهي التي تعرف اليوم بقبائل جبالة، بينما لا تزال مجموعة منها تحمل الاسم الأصلي القديم (غمارة) وهي واقعة في شرق جبالة على ساحل البحر المتوسط.
صورة لسيدة امازيغية "جبالية" تونسية بزي التقليدي
اسم (جبالة) الجديد سيطلق رسميا على هذه المنطقة مع بداية الدولة العلوية وذلك في اطار التعديل الذي قامت به للتقسيم الإداري لعمالات وقبائل المملكة. وكان القائد عمر بن حدو التمسماني أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم المخزني بناحية (جبالة والفحص) وذلك سنة 1672 م. أماقبل ذلك فكانت معروفة لدى المؤرخين بـ (جبال غمارة) ولدى السلطة المركزية بـ (بلاد الهبط) ومنطقة جبالة تمتد على شكل هلال من منابع ورغة - بإقليم تازة محاذيا الريف وغمارة إلى أن يطل على البحر الأبيض المتوسط عند قبيلة أنجرة. اما من الغرب فيمتد على طول لساحل الاطلسي محاذيا قبائل الخلوط والطليق وبني مالك وسفيان وشراردة وشراڭة والحياينة وغياثة وهو مايعني مساحة قدرها 13000 كلم مربع.
أما القبائل التي تنتمي إلى هذه المنطقة (جبالة) فعددها 53 قبيلة ورغم التعريب الذي طال اللسان الأمازيغي لقبائل غمارة (جبالة) خلال القرون الماضية. الا أن الطابع الغالب على العادات والتقاليد والغناء والثقافة واللباس والمطبخ هو الطابع الأمازيغي المصمودي القديم وتعد أشهر القصص الجبلية قصة أمازيغية قديمة اسمها «يطو و حبيبها» التي تروي قصة تسمية مغارة افريواطو بباب بويدير.
وفي اخر المطاف نحن ممتنون للعلم اللذي وصل إليه الانسان المعاصر اليوم، بحيث اصبح من المتاح السهل معرفت اصل و فصل الشخص لعرقة و سلالته فقط بعمل فحص الدياناي، لا لقبائل جبالة فهم في غنا عنه، تاريخهم و عاداتهم و لون بشرتهم بل كل مافيهة، اما اللغة فليست معيار قاطع لتحديد العرق او الهوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق