عادت مدينة الحسيمة الى التظاهر بكثافة وأضافت الى مطالبها الكلاسيكية بالتنمية ورفع العسكرة هذه المرة التحقيق في المواجهات التي وقعت إبان مباراة الوداد وشباب الحسيمة بسبب أعمال الشغب التي رافقتها، ويعتقد الكثير من الريفيين أنه كان مخططا لها.
وتظاهر عشرات الآلاف من أبناء مدينة الحسيمة والضواحي يوم الأحد 5 مارس 2016 متشبثين بمطالبهم التي سطروها منذ وقوع الحادث المأساوي الذي أودى بحياة تاجر السمك فكري منذ شهور. ومن ضمن هذه المطالب التحقيق الحقيقي في ملف استشهاد فكري، ثم رفع العسكرة عن إقليم الحسيمة واعتباره إقليما مدينا وليس عسكريا، وبناء مستشفى الأمراض المزمنة مثل السرطان ونهج تنمية حقيقية في المنطقة.
كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالتحقيق في أعمال الشغب التي شهدتها المدينة بعد مباراة شباب الحسيمة والوداد ضمن القسم الوطني الأول لكرة القدم. ويقول عدد من نشطاء المدينة أن أعمال الشغب كان مخطط لها، ويستدلون بنوعية الحجارة والأسلحة البيضاء التي كانت في حوزة لجزء من أنصار الوداد والشعارات التي رددوها ثم فرضية تساهل السلطات الأمنية معهم.
وتأتي هذه التظاهرة في الحسيمة لتؤكد وقوع قفزة نوعية في تحرك هذه المدينة على ملف مطالبها ذات الطابع الاجتماعي، ومن أبرز هذه المميزات ما يلي:
-الاستعمال المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك في البث مباشرة علاوة على نشطاء آخرين يقدمون شروحات لماذا التحرك سواء في الداخل أو الخارج.
-الطابع السلمي للتظاهرة في مسيرة تظاهرات أخرى شهدها الإقليم، حيث كتب الناشط سعيد العمراني من بروكسيل “70 ألف ولم يتم تكسير ولو بيضة واحدة”.
-إصرار الساكنة على ملفها المطلبي في سابقة تاريخية في المغرب، حيث تخرج الساكنة تقريبا بكاملها وتلتف حول مناضليها رغم عمليات التشويه السياسي والإعلامي التي يتعرض لها بعض هؤلاء المناضلين.
-التطور المثير في الخطاب السياسي لبعض النشطاء الذين يتساءلون لماذا تتمتع الصحراء بامتيازات ولا يستفيد الريف من امتيازات أو على الأقل الانصاف التاريخي.
كل هذه التطورات الجارية من خطاب سياسي واجتماعي وإصرار على البقاء في الشارع للتظاهر بشكل أسبوعي تقريبا، يبرز أن الدولة المغربية أصبحت أمام قضية هيكلية في الريف وأساسا في مدينة الحسيمة.
المصدر :ألف بوست
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق